🔵 أبو فيصل : نداء عاجل وهام لكل ( أم وأب ) بالعالم العربي أنتبهوا على أطفالكم قبل ضياعهم
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري أن يكون الآباء والأمهات أكثر وعيًا ويقظةً تجاه ما يتعرض له أبناؤهم وبناتهم، خاصة في المرا
نداء عاجل لكل أم وأب في العالم العربي: انتبهوا على أطفالكم قبل ضياعهم
مقدمة
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري أن يكون الآباء والأمهات أكثر وعيًا ويقظةً تجاه ما يتعرض له أبناؤهم وبناتهم، خاصة في المراحل العمرية المبكرة. إن مسؤولية التربية لم تعد تقتصر فقط على توفير التعليم والرعاية، بل تمتد لتشمل مراقبة كل ما يُعرض على الطفل من أفكار وممارسات داخل المدارس وخارجها.
في هذا المقال، نسلط الضوء على قضية خطيرة تهدد هوية وقيم أطفالنا في العالم العربي، وهي إدخال فلسفات وممارسات اليوغا والطاقة وفلسفات العصر الجديد إلى رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، أحيانًا تحت مسميات تطوير الذات أو النشاط البدني أو حتى العلاج النفسي.
خطر التستر خلف الشعارات البراقة
لقد أصبح من الشائع أن تتخفى بعض الأفكار والممارسات الدخيلة خلف شعارات علمية أو تربوية أو حتى دينية، مثل "تطوير الذات"، "الوعي"، "الطاقة"، "الاسترخاء"، وغيرها. ويكمن الخطر في أن هذه الأفكار قد تدخل إلى عقول الأطفال دون علم أو موافقة أولياء الأمور، بل أحيانًا دون علم إدارات المدارس نفسها.
من أمثلة ذلك:- تسويق مدربي الطاقة واليوغا لأنفسهم تحت مسمى "مدرب نشاط" أو "مدرب رياضة".- إدخال فلسفات العصر الجديد من خلال حصص النشاط أو الدورات التدريبية أو حتى القصص والكتب داخل مكتبات المدارس.- ربط هذه الممارسات بشخصيات كرتونية محببة لجذب الأطفال والأمهات.
كيف يتم تمرير هذه الأفكار إلى الأطفال؟
- الأنشطة المدرسية والدورات التدريبيةكثير من المدارس الخاصة أو الدولية، خاصة في الدول العربية التي تفتقر لمناهج إسلامية واضحة، تستعين بمدربين أو مدربات لليوغا والطاقة تحت غطاء تطوير المهارات أو تعزيز الثقة بالنفس أو علاج فرط الحركة عند الأطفال.
- المكتبات المدرسيةيتم إدخال كتب وقصص تروج لمفاهيم اليوغا والطاقة، مثل كتاب "بابا أنا أسد، ماما أنا فراشة"، الذي يحوي تمارين يوغا وفلسفات طاقية تحت غطاء الترفيه أو تنمية المهارات.
- الواجبات المنزليةيُطلب من الطفل أداء تمارين أو أنشطة في المنزل، مثل تمارين التنفس الطاقي أو رسم مراكز الشاكرات، دون أن يدرك الأهل حقيقة هذه الممارسات وخلفياتها الفكرية.
- البرامج الصيفية والإعلاناتتروج بعض الأندية والمراكز لورش يوغا للأطفال برسائل مغرية للأمهات، مثل: "اجعلي طفلك أكثر هدوءًا، واثقًا بنفسه، ومبدعًا"، دون توضيح الأبعاد الفلسفية والدينية لهذه الأنشطة.
أمثلة واقعية من مدارس العالم العربي
- جلسات تأمل جماعية للأمهات والأطفالفي إحدى مدارس جدة، تم تنظيم جلسة تأمل للأمهات مع أطفالهن مع مدربة يوغا ومدربة وعي، حيث خاض الأطفال "حوارًا فلسفيًا" وشاركوا في تمارين استرخاء وتأمل.
- تمارين يوغا بأسماء حيواناتمثل "أنا سلحفاة"، "أنا شجرة"، "أنا زهرة اللوتس"، "أنا جرو"، حيث يُطلب من الطفل تقليد أوضاع جسدية يُزعم أنها تمنح فوائد صحية ونفسية، بينما هي في الأصل أوضاع طقوسية ذات جذور وثنية.
- استخدام الموسيقى التحولية (سبليمنال) والمانترا الهنديةتشغيل موسيقى ومانترا بألفاظ دينية هندوسية على الأطفال دون علمهم أو علم الأهل، بحجة الاسترخاء أو تحسين المزاج.
- إدخال السحر الشاماني والساوند هيلينغبعض المدارس أدخلت جلسات "الشفاء بالصوت" (ساوند هيلينغ)، وهي من طقوس الشامانية، على أنها نشاط ترفيهي أو علاجي للأطفال.
لماذا هذا خطر حقيقي على هوية الطفل؟
- فقدان الهوية الدينية والقيميةحين يتشرب الطفل منذ الصغر فلسفات وثنية أو مفاهيم العصر الجديد، يصبح أكثر قابلية للتشكيك في دينه وقيمه، وأقل تمسكًا بهويته الإسلامية.
- إضعاف المناعة الفكرية والشرعيةالطفل الذي يتعلم أن الحلول النفسية والروحية تأتي من الطاقة أو التأمل أو الشاكرات، سيضعف لديه الاعتماد على الله والصبر والرضا، ويبحث عن حلول خارج إطار العقيدة الصحيحة.
- إعداد جيل جديد بلا مقاومةهذه الممارسات تخلق أجيالاً أكثر مرونة وقابلية للتغيير، وأقل مقاومة للتيارات الفكرية والدينية الدخيلة، ما يسهل تشكيلهم حسب رغبة صناع هذه الفلسفات.
- تحويل الطفل إلى رقم جديد في "الوعي الجمعي العالمي"الهدف النهائي هو دمج الأطفال في منظومة "الدين العالمي الجديد" أو "الوعي الجمعي"، ليصبحوا أدوات لتحقيق رؤى وأحلام العصر الجديد.
مسؤولية الأسرة والمجتمع
للأمهات والآباء
- راقبوا أطفالكم في المدارسزورا المدارس، راقبوا حصص النشاط والدورات التدريبية، تفقدوا محتوى المكتبات، وكونوا على اطلاع دائم بما يتعلمه أبناؤكم.
- تابعوا أي تغيير في سلوك أو ألفاظ أو اهتمامات الطفللاحظوا الكلمات الجديدة، التصرفات الغريبة، أو الاهتمامات غير المألوفة، وناقشوا أطفالكم باستمرار.
- قيموا البيئة المدرسية والكادر التعليميتأكدوا من أهلية المعلمين والمعلمات، وكونوا على تواصل مع إدارة المدرسة.
- لا تستهينوا بأي نشاط أو كتاب أو دورةاسألوا عن كل شيء، ولا تترددوا في الاعتراض أو سحب الطفل من أي نشاط مشبوه.
للمسؤولين والمعلمين
- تشديد الرقابة على الأنشطة والبرامج المدرسيةيجب أن تخضع جميع الأنشطة لمراجعة دقيقة من الجهات المختصة، مع ضرورة موافقة أولياء الأمور على أي نشاط خارج المنهج.
- توعية الكادر التعليمي بخطورة هذه الممارساتيجب تدريب المعلمين والمعلمات على كشف وتجنب أي برامج أو دورات تحمل خلفيات غير مناسبة.
- منع دخول أي كتب أو مواد تعليمية مشبوهةيجب فحص جميع الكتب والمواد قبل إدخالها إلى مكتبات المدارس.
تجارب عالمية: ماذا حدث في الغرب؟
في الولايات المتحدة، رفعت بعض الأسر دعاوى قضائية ضد مدارس أدخلت برامج اليوغا والتنفس للأطفال، بحجة أنها تحمل طابعًا دينيًا وروحيًا، وقد كسبت هذه الأسر القضايا. فكيف بنا نحن في العالم العربي، ونحن أولى بالحفاظ على هوية أبنائنا؟
الخلاصة: كيف نحمي أطفالنا؟
- اليقظة الدائمة: لا تتركوا أبناءكم دون رقابة، فالمخاطر اليوم لم تعد تقتصر على الشارع أو الإنترنت، بل دخلت إلى قاعات الدراسة ومكتبات المدارس.
- التربية على القيم الدينية والأخلاقية: اغرسوا في أبنائكم حب الدين والتمسك بالقيم منذ الصغر، ليكون لديهم مناعة فكرية وشرعية.
- التحذير من التقليد الأعمى: علموا أبناءكم أن لا يقلدوا كل ما يُعرض عليهم، وأن يسألوا عن أصل وفائدة أي ممارسة أو نشاط.
- التعاون مع المدرسة: كونوا شركاء حقيقيين مع المدرسة في مراقبة وتقييم كل ما يقدم للطفل.
- التحرك السريع عند الشك: إذا لاحظتم أي نشاط أو محتوى مشبوه، بادروا فورًا بالتواصل مع المدرسة أو الجهات المسؤولة.
كلمة أخيرة
إن الحرب على هوية أطفالنا اليوم شرسة وطويلة، ولم تبدأ بعد بكامل قوتها. فلنستعد جميعًا، آباء وأمهات، معلمين ومسؤولين، لحماية أغلى ما نملك: أبناؤنا وبناتنا. لنكن على قدر الأمانة، ولنبلغ الرسالة، فكلنا مسؤولون أمام الله وأمام المجتمع.
اللهم فاشهد، اللهم هل بلغت.